قصة قصيرة بعنوان( قارئة الفنجان)
في المطعم المطلِّ على الوادي عبر واجهةٍ زجاجيةٍ واسعة كان يجلس ويتأمَّل المشهد باهتمام بالغ
في هذا الصباح الهادئ بعد ليلةٍ شتائيةٍ صاخبةٍ وماطرة بدت الطبيعة وقد جلتها الأمطار تمزج مابين الجمال والكآبة
نظر إلى داخل المطعم فإذا بفتاةٍ في عقدها الثالث من العمر تقف أمام طاولته وتنظر إليه
عندما وقع نظره عليها ابتسمت له محيِّيةً ومدت يدها مصافحةً
اعتذر لها واضعاً يده اليمنى على صدره كعادة الرجال الذين لا يصافحون النساء
اختفت ابتسامتها للحظةٍ فاصطنعتها ثانيةً وطلبت منه السماح لها بالجلوس إلى طاولته
هزَّ رأسه مبتسماً وموافقاً فجلست ومدت يدها إلى فنجان القهوة في منتصف الطاولة
سألها: هل أطلب لك فنجاناً من القهوة ؟
- لا أنا لا أريد القهوة بل أريد أن أقرأ لك الفنجان فما رأيك ؟
لم يجبها ولم يبدِ رأياً فاعتبرت سكوته موافقةً
نظرت في الفنجان قليلاً وإلى وجهه طويلاً ثم قالت:
- أنت رجلٌ شاعرٌ تجيدُ الكلام ولكنك تبخل به
أنت تملك احساساً عالياً بما حولك ومن حولك ولكن أحاسيسك لا تصل إلا لمن يفهمها
في حياتك محطاتٌ كثيرةٌ وكلها حزينةٌ وستصل إلى محطتك الأخيرة والأكثر حزناً إن لم تقع المعجزة
أنت تستيقظ على الحزن وتنام عليه وتعيشه لحظةً بلحظة
أمامك نافذةٌ صغيرةٌ يمكن أن تطلَّ منها على السعادة وهذه النافذة في داخلك عليك أن تبحث عنها وتفتحها
كان يتابعها باهتمامٍ وهي تتحدث حتى إذا صمتت انتابته رغبةٌ في مواصلة الحديث لم يعلن عنها ولكنها لمحتها في عينيه المتوقدتين
وقفتْ متجاهلةً رغبته في المتابعة وقالت:
أشكرك أستاذ أحمد على استضافتي على طاولتك لدقائق وأستأذن للمغادرة
نظر مندهشاً إذ عرفتْ اسمه فقالت:
نعم أنا أعرفك وأتابعك على الفيسبوك منذ ثلاث سنوات
وأنا أقرأ الشخصيات ولا أقرأ الفناجين
وأحببتُ أن أعبِّر عن رأيي بك وأعتذر إن أخطأت التعبير
أنا سميَّة عبد الباقي التي أعلق لك دائماً وأتابع ما تنشره باهتمام
قال لها:
فرصة سعيدة أن تعرَّفتُ إليك شخصياً وهذا الفنجان ليس فنجاني وأنا لا أحب القهوة ولا أحتسيها ولكنني ظننتُ أنَّك متطفلةً وتبحثين عن مساخة لهوٍ مع رجلٍ خمسيني
ابتسمت دون تعليق ووضعت يدها اليمنى على صدرها محترمةً رغبته في عدم المصافحة وهزَّت رأسها محييةً وقالت له: أتمنى أن تحدث المعجزة. وداعاً
وقف منتصباً وباحترامٍ شديدٍ وقال لها:
أتمنى أن أراكِ ثانيةً وأن تحدث المعجزة. وداعاً
المهندس: سامر الشيخ طه
في المطعم المطلِّ على الوادي عبر واجهةٍ زجاجيةٍ واسعة كان يجلس ويتأمَّل المشهد باهتمام بالغ
في هذا الصباح الهادئ بعد ليلةٍ شتائيةٍ صاخبةٍ وماطرة بدت الطبيعة وقد جلتها الأمطار تمزج مابين الجمال والكآبة
نظر إلى داخل المطعم فإذا بفتاةٍ في عقدها الثالث من العمر تقف أمام طاولته وتنظر إليه
عندما وقع نظره عليها ابتسمت له محيِّيةً ومدت يدها مصافحةً
اعتذر لها واضعاً يده اليمنى على صدره كعادة الرجال الذين لا يصافحون النساء
اختفت ابتسامتها للحظةٍ فاصطنعتها ثانيةً وطلبت منه السماح لها بالجلوس إلى طاولته
هزَّ رأسه مبتسماً وموافقاً فجلست ومدت يدها إلى فنجان القهوة في منتصف الطاولة
سألها: هل أطلب لك فنجاناً من القهوة ؟
- لا أنا لا أريد القهوة بل أريد أن أقرأ لك الفنجان فما رأيك ؟
لم يجبها ولم يبدِ رأياً فاعتبرت سكوته موافقةً
نظرت في الفنجان قليلاً وإلى وجهه طويلاً ثم قالت:
- أنت رجلٌ شاعرٌ تجيدُ الكلام ولكنك تبخل به
أنت تملك احساساً عالياً بما حولك ومن حولك ولكن أحاسيسك لا تصل إلا لمن يفهمها
في حياتك محطاتٌ كثيرةٌ وكلها حزينةٌ وستصل إلى محطتك الأخيرة والأكثر حزناً إن لم تقع المعجزة
أنت تستيقظ على الحزن وتنام عليه وتعيشه لحظةً بلحظة
أمامك نافذةٌ صغيرةٌ يمكن أن تطلَّ منها على السعادة وهذه النافذة في داخلك عليك أن تبحث عنها وتفتحها
كان يتابعها باهتمامٍ وهي تتحدث حتى إذا صمتت انتابته رغبةٌ في مواصلة الحديث لم يعلن عنها ولكنها لمحتها في عينيه المتوقدتين
وقفتْ متجاهلةً رغبته في المتابعة وقالت:
أشكرك أستاذ أحمد على استضافتي على طاولتك لدقائق وأستأذن للمغادرة
نظر مندهشاً إذ عرفتْ اسمه فقالت:
نعم أنا أعرفك وأتابعك على الفيسبوك منذ ثلاث سنوات
وأنا أقرأ الشخصيات ولا أقرأ الفناجين
وأحببتُ أن أعبِّر عن رأيي بك وأعتذر إن أخطأت التعبير
أنا سميَّة عبد الباقي التي أعلق لك دائماً وأتابع ما تنشره باهتمام
قال لها:
فرصة سعيدة أن تعرَّفتُ إليك شخصياً وهذا الفنجان ليس فنجاني وأنا لا أحب القهوة ولا أحتسيها ولكنني ظننتُ أنَّك متطفلةً وتبحثين عن مساخة لهوٍ مع رجلٍ خمسيني
ابتسمت دون تعليق ووضعت يدها اليمنى على صدرها محترمةً رغبته في عدم المصافحة وهزَّت رأسها محييةً وقالت له: أتمنى أن تحدث المعجزة. وداعاً
وقف منتصباً وباحترامٍ شديدٍ وقال لها:
أتمنى أن أراكِ ثانيةً وأن تحدث المعجزة. وداعاً
المهندس: سامر الشيخ طه